سر العودة للتوقيت الشتوي مرة أخرى بعد إلغائه في مصر.. لماذا الآن
الأحد 13 أكتوبر 2024 | 0156 صباحًا
وقت الشتاء
تستعد مصر لتطبيق التوقيت الشتوي يوم 31 أكتوبر 2024، حيث سيتم تأخير الساعة 60 دقيقة عند الساعة 1200 منتصف الليل. ويأتي هذا التغيير ضمن قرار حكومي يهدف إلى ترشيد استهلاك الطاقة، ويأتي في إطار التزام مصر بنظام التوقيت الصيفي والشتوي الذي تم إقراره. وبموجب القانون رقم 24 لسنة 2023، وعلى الرغم من الفوائد المتوقعة لهذا النظام، إلا أن هناك جدلًا كبيرًا حول مدى فعاليته وتأثيره على الحياة اليومية.
العودة إلى التوقيت الشتوي…لماذا الآن
وبعد أن توقفت مصر عن العمل بنظام التوقيت الصيفي والشتوي عام 2011، أعادت الحكومة تفعيله عام 2023 ضمن خططها لمواجهة أزمة الطاقة المتفاقمة. الفكرة الأساسية وراء هذه العودة هي أن تقديم الساعة أو تأخيرها يساعد على استغلال ساعات النهار بشكل أفضل، مما يساهم في تقليل استهلاك الكهرباء خلال المساء، خاصة في فصل الشتاء عندما تكون ساعات النهار أقصر.
ولم يكن هذا القرار جديدا على مصر، إذ اعتمدت البلاد هذا النظام منذ عقود قبل أن توقفه بعد ثورة 25 يناير، استجابة لشكاوى المواطنين من تأثيره السلبي على نمط حياتهم اليومي. وتعود مصر الآن إلى تطبيق المنظومة، في محاولة لاستغلال أي فرصة لتخفيف الضغط على شبكات الكهرباء.
موعد تغيير الساعة وبداية التوقيت الشتوي
من المقرر أن يبدأ التوقيت الشتوي في مصر مساء الخميس 31 أكتوبر 2024، حيث سيتم تأخير عقارب الساعة 60 دقيقة. ويأتي هذا التغيير بعد انتهاء فترة التوقيت الصيفي، والتي بدأت في 26 أبريل 2024، عندما تم تقديم الساعة بمقدار ساعة واحدة.
ويعتمد التوقيت الشتوي على تأخير الساعة 60 دقيقة في نهاية فصل الصيف. ويهدف هذا النظام إلى الاستفادة القصوى من ساعات النهار الساطعة خلال فصل الشتاء، مما يقلل من استهلاك الطاقة ليلاً. يستخدم هذا النظام في العديد من دول العالم حيث يساهم في تنظيم الأنشطة. يومياً تماشياً مع تغيرات فصول السنة، خاصة في المناطق التي تشهد اختلافات واضحة في طول النهار والليل.
الفوائد المحتملة لتغيير الوقت
وأبرز المزايا التي يتم تقديمها لنظام التوقيت الصيفي والشتوي هي
توفير الطاقة من المتوقع أن يؤدي تأخير الساعة في الشتاء إلى تقليل الاعتماد على الإضاءة الاصطناعية في المساء، مما يساعد على تقليل استهلاك الكهرباء.
زيادة الإنتاجية يُعتقد أن النظام يسمح باستغلال ساعات النهار القصيرة بشكل أفضل في الشتاء، مما قد يزيد من ساعات العمل الفعالة ويحسن الإنتاجية.
تقليل استهلاك الوقود الأحفوري إن تقليل استهلاك الكهرباء يعني تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، مما يساهم في تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق الأهداف البيئية.
لماذا تم إلغاء النظام سابقا في مصر
وجاء قرار إلغاء التوقيت الصيفي في مصر عام 2011، بعد احتجاجات واسعة من المواطنين والخبراء على حد سواء، واعتبر كثيرون أن تغيير الساعة فجأة من شأنه أن يعطل الحياة اليومية، خاصة فيما يتعلق بالنوم والروتين اليومي.
وأظهرت الدراسات اللاحقة أن الفوائد المتوقعة من النظام، وخاصة توفير الطاقة، لم تكن كبيرة كما كان متوقعا، حتى أن بعض الدراسات أشارت إلى أن تغيير التوقيت قد يزيد من استهلاك الطاقة بدلا من توفيرها.
لكن بعد مرور عدة سنوات وتفاقم أزمة الطاقة في مصر، أعادت الحكومة النظر في النظام وقررت استعادته في عام 2023. واعتبرت أن الأزمة الحالية تتطلب البحث عن أي حلول مبتكرة لتقليل استهلاك الكهرباء، حتى لو كانت الفوائد المتوقعة محتشم.
التوقيت الشتوي العالمي من يستخدمه ومن تخلى عنه
ولا يقتصر نظام التوقيت الصيفي والشتوي على مصر فقط، بل يتم تطبيقه في العديد من الدول حول العالم، سواء المتقدمة أو النامية. وتشمل الدول التي تنفذه ما يلي
الولايات المتحدة تعتمد معظم الولايات الأمريكية على هذا النظام، لكن هناك مناقشات مستمرة في ولايات مثل هاواي وأريزونا حول إلغاءه لعدم وجود فائدة كبيرة له.
كندا تتبع كندا هذا النظام على نطاق واسع، مع وجود استثناءات في بعض المناطق التي لا ترى أنه مفيد.
أستراليا ونيوزيلندا يطبق كلا البلدين النظام للاستفادة من ساعات النهار الطويلة في المواسم المعتدلة.
الدول الأوروبية تلتزم جميع دول الاتحاد الأوروبي تقريباً بتغيير التوقيت مرتين في السنة، إلا أن المناقشات حول التخلي عن هذا النظام تتزايد يوماً بعد يوم.
النقاش الدائر هل الفوائد تستحق العناء
ورغم أن هناك مؤيدين للنظام يرون أنه وسيلة لتوفير الطاقة وتحسين الإنتاجية، إلا أن هناك جدلاً واسع النطاق حول مدى فعالية التوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي، وقد فعلت بعض الدراسات، مثل تلك التي أجريت خلال أولمبياد سيدني عام 2000، ولم تجد أثراً ملحوظاً على استهلاك الطاقة بعد تنفيذ الوقت. صيف. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة على أن ضبط الساعة يؤثر سلباً على الصحة العامة، خاصة فيما يتعلق بالنوم وإيقاع الساعة البيولوجية للجسم.
وقت الصلاة في فصل الشتاء
بعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر والذي يبدأ يوم 31 أكتوبر 2024، سيتغير مواقيت الصلاة نتيجة تأخير الساعة 60 دقيقة. وهذا يعني أن مواقيت الصلاة ستتقدم بساعة كاملة مقارنة بالتوقيت الصيفي. على سبيل المثال، إذا تم أداء صلاة في الساعة 500 صباحًا بالتوقيت المحلي. وفي فصل الصيف تكون الساعة الرابعة صباحاً في الشتاء، وإذا أقيمت صلاة الظهر الساعة الواحدة ظهراً تكون الساعة الثانية عشرة ظهراً شتاءً.